Al-Baqara 127Juz 1

Ayah Study

Surah Al-Baqara (سُورَةُ البَقَرَةِ), Verse 127

Ayah 134 of 6236 • Medinan

وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِۦمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ ۖ إِنَّكَ أَنتَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ

Translations

The Noble Quran

English

And (remember) when Ibrâhîm (Abraham) and (his son) Ismâ‘îl (Ishmael) were raising the foundations of the House (the Ka‘bah at Makkah), (saying), "Our Lord! Accept (this service) from us. Verily! You are the All-Hearer, the All-Knower." <sup foot_note=154350>1</sup>

Muhammad Asad

English

And God’s is the east and the west: and wherever you turn, there is God’s countenance. Behold, God is infinite, all-knowing.

Fatah Muhammad Jalandhari

Urdu

اور جب ابراہیم اور اسمٰعیل بیت الله کی بنیادیں اونچی کر رہے تھے (تو دعا کئے جاتے تھے کہ) اے پروردگار، ہم سے یہ خدمت قبول فرما۔ بےشک تو سننے والا (اور) جاننے والا ہے

Word-by-Word Analysis

Explore the linguistic structure, grammar, and morphology of each word from the Quranic Arabic Corpus

Loading word-by-word analysis...

Tafsir (Commentary)

Tafsir al-Sa'di

Salafi Approved
Abdur-Rahman ibn Nasir al-Sa'diArabic

أي: واذكر إبراهيم وإسماعيل, في حالة رفعهما القواعد من البيت الأساس, واستمرارهما على هذا العمل العظيم، وكيف كانت حالهما من الخوف والرجاء, حتى إنهما مع هذا العمل دعوا الله أن يتقبل منهما عملهما, حتى يحصل فيه النفع العميم.

Tafsir al-Muyassar

Salafi Approved
Committee of Saudi ScholarsArabic

واذكر -أيها النبي- حين رفع إبراهيم وإسماعيل أسس الكعبة، وهما يدعوان الله في خشوع: ربنا تقبل منَّا صالح أعمالنا ودعاءنا، إنك أنت السميع لأقوال عبادك، العليم بأحوالهم.

Tafsir Ibn Kathir

Salafi Approved
Hafiz Ibn KathirArabic

وأما قوله تعالى" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك وأرنا مناسكنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم" فالقواعد جمع قاعدة هي السارية والأساس يقول تعالى: واذكر يا محمد لقومك بناء إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام البيت ورفعهما القواعد منه وهما يقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم وحكى القرطبي وغيره عن أبي وابن مسعود أنهما كانا يقرآن" وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" ويقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" "قلت" ويدل على هذا قولهما بعده "ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك" الآية فهما في عمل صالح وهما يسألان الله تعالى أن يتقبل منهما كما روى ابن أبي حاتم من حديث محمد بن يزيد بن خنيس المكي عن وهيب بن الورد أنه قرأ "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا" ثم يبكي ويقول يا خليل الرحمن ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك. وهذا كما حكى اللّه عن حال المؤمنين الخلص في قوله "والذين يؤتون ما آتوا" أي يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقرابات "وقلوبهم وجلة" أي خائفة أن لا يتقبل منهم كما جاء في الحديث الصحيح عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي في موضعه. وقال بعض المفسرين الذي كان يرفع القواعد هو إبراهيم والداعي إسماعيل والصحيح أنهما كانا يرفعان ويقولان كما سيأتي بيانه. وقد روى البخاري ههنا حديثا سنورده ثم نتبعه بآثار متعلقة بذلك. قال البخاري رحمه اللّه: حدثنا عبدالله بن محمد أخبرنا عبدالرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب ابن أبي وداعة - يزيد أحدهما على الآخر - عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سيارة ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعهما عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالك ووضع عندهما جرابا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفا إبراهيم فتبعته أم إسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس؟ ولا شيء فقالت له ذلك مرارا وجعل لا يلتفت إليها فقالت آلله أمرك بهذا؟ قال نعم قالت: إذا لا يضيعنا. ثم رجعت فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه استقبل بوجهه البيت ثم دعا بهذه الدعوات ورفع يديه فقال "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" حتى بلغ "يشكرون" وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى -أو قال يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة فقامت عليها فنظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا ففعلت ذلك سبع مرات قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم "فلذلك سعى الناس بينهما" فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت "صه" - تريد نفسها - ثم تسمعت فسمعت أيضا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزم فبحث بعقبه أو قال بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعدما تغرف قال ابن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم "يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم - أو قال لو لم تغرف من الماء - لكانت زمزم عينا معينا" قال فشربت وأرضعت ولدها فقال لها الملك لا تخافي الضيعة فإن ههنا بيتا لله يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن الله لا يضيع أهله وكان البيت مرتفعا من الأرض كالرابية تأتيه السيول فتأخذ عن يمينه وشماله فكانت كذلك حتى مرت بهم رفقة من جرهم أو أهل بيت من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرا عائدا فقالوا إن هذا الطائر ليدور على ماء لعهدنا بهذا الوادي وما فيه ماء فأرسلوا جريا أو جريين فإذا هم بالماء فرجعوا فأخبروهم بالماء فأقبلوا قال وأم إسماعيل عند الماء فقالوا أتأذنين لنا أن ننزل عندك قالت نعم. ولكن لا حق لكم في الماء عندنا قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم "فألفى ذلك أم إسماعيل وهي تحب الأنس" فنزلوا وأرسلوا إلى أهليهم فنزلوا معهم حتى إذا كان بها أهل أبيات منهم وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعد ما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلم يجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم فقالت: نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغير عتبة بابه فلما جاء إسماعيل كأنه أنس شيئا فقال هل جاءكم من أحد؟ قالت: نعم جاءنا شيخ كذا وكذا فسألنا عنك فأخبرته وسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أننا في جهد وشدة قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول غير عتبة بابك قال: ذاك أبي وقد أمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك وطلقها وتزوج منهم أخرى فلبث عنهم إبراهيم ما شاء الله ثم أتاهم فلم يجده فدخل على امرأته فسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال: كيف أنتم؟ وسألها عن عيشهم وهيئتهم؟ فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على الله عز وجل قال ما طعامكم؟ قالت: اللحم قال: فما شرابكم؟ قالت: الماء. قال اللهم بارك لهم في اللحم والماء قال النبي صلى الله عليه وسلم "ولم يكن لهم يومئذ حب ولو كان لهم لدعا لهم فيه" قال: فهما لا يخلو عليهما أحد بغير مكة إلا لم يوافقاه قال فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه يثبت عتبة بابه. فلما جاء إسماعيل قال هل أتاكم من أحد؟ قالت: نعم أتانا شيخ حسن الهيئة وأثنت عليه فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا؟ فأخبرته أنا بخير قال: فأوصاك بشيء؟ قالت: نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك قال: ذاك أبي وأنت العتبة أمرني أن أمسكك ثم لبث عنهم ما شاء اللّه ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلا له تحت دوحة قريبا من زمزم فلما رآه قام إليه وصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ثم قال: يا إسماعيل إن اللّه أمرني بأمر قال: فاصنع ما أمرك ربك قال: وتعينني. قال: وأعينك. قال: فإن الله أمرني أن أبني ههنا بيتا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيت فجعل إسماعيل يأتي بالحجارة وإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه له فقام عليه وهو يبني وإسماعيل يناوله الحجارة وهما يقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" قال: فجعلا يبنيان حتى يدورا حول البيت وهما يقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" ورواه عبد بن حميد عن عبدالرزاق به مطولا ورواه ابن أبي حاتم عن أبي عبداللّه محمد بن حماد الطبراني وابن جرير عن أحمد بن ثابت الرازي كلاهما عن عبدالرزاق به مختصرا. وقال أبو بكر بن مردويه أخبرنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل أخبرنا بشر بن موسى أخبرنا أحمد بن محمد الأزرقي أخبرنا مسلم بن خالد الزنجي عن عبدالملك بن جريج عن كثير بن كثير قال: كنت أنا وعثمان بن أبي سليمان وعبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين في ناس مع سعيد بن جبير في أعلى المسجد ليلا فقال سعيد بن جبير: سلوني قبل أن لا تروني فسألوه عن المقام فأنشأ يحدثهم عن ابن عباس فذكر الحديث بطوله. ثم قال البخاري: حدثنا عبد اللّه بن محمد أخبرنا أبو عامر عبدالملك بن عمرو أخبرنا إبراهيم بن نافع عن كثير بن كثير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان خرج بإسماعيل وأم إسماعيل ومعهم شنة فيها ماء فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة فيدر لبنها على صبيها حتى قدم مكة فوضعهما تحت دوحة ثم رجع إبراهيم إلى أهله فاتبعته أم إسماعيل حتى بلغوا كداء نادته من وراءه يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى اللّه قالت رضيت بالله. قال: فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها حتى لما فني الماء قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت هل تحس أحدا فلم تحس أحدا فلما بلغت الوادي سعت حتى أتت المروة وفعلت ذلك أشواطا حتى أتمت سبعا ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل الصبي فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت فلم تقرها نفسها فقالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا فذهبت فصعدت الصفا فنظرت ونظرت فلم تحس أحدا حتى أتمت سبعا ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل فإذا هي بصوت فقالت: أغث إن كان عندك خير فإذا جبريل عليه السلام قال: فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال فانبثق الماء فدهشت أم إسماعيل فجعلت تحفر قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "لو تركته لكان الماء ظاهرا" فال فجعلت تشرب من الماء ويدر لبنها على صبيها قال فمر ناس من جرهم ببطن الوادي فإذا هم بطير كأنهم أنكروا ذلك وقالوا ما يكون الطير إلا على ماء فبعثوا رسولهم فنظر فإذا هو بالماء فأتاهم فأخبرهم فأتوا إليها فقالوا: يا أم إسماعيل أتأذنين لنا أن نكون معك ونسكن معك؟ فبلغ ابنها ونكح منهم امرأة قال ثم إنه بدا لإبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال لأهله: إني مطلع تركتي قال فجاء فسلم فقال أين إسماعيل؟ قالت امرأته ذهب يصيد قال: قولي له إذا جاء غير عتبة بابك فلما أخبرته قال: أنت ذاك فاذهبي إلى أهلك قال ثم إنه بدا لإبراهيم فقال إن مطلع تركتي قال فجاء فقال أين إسماعيل؟ فقالت امرأته ذهب يصيد فقالت ألا تنزل فتطعم وتشرب فقال ما طعامكم وما شرابكم قالت طعامنا اللحم وشرابنا الماء قال اللهم بارك لهم في طعامهم وشرابهم قال: فقال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم "بركة بدعوة إبراهيم" قال ثم إنه بدا لإبراهيم صلى الله عليه وسلم فقال لأهله إني مطلع تركتي فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلا له فقال يا إسماعيل إن ربك عز وجل أمرني أن أبني له بيتا فقال أطع ربك عز وجل قال: إنه قد أمرني أن تعينني عليه فقال إذن أفعل - أو كما قال - قال فقام فجعل إبراهيم يبني وإسماعيل يناوله الحجارة ويقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" قال حتى ارتفع البناء وضعف الشيخ عن نقل الحجارة فقام على حجر المقام فجعل يناوله الحجارة ويقولان "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" هكذا رواه من هذين الوجهين في كتاب الأنبياء. والعجب أن الحافظ أبا عبدالله الحاكم رواه في كتابه المستدرك عن أبي العباس الأصم عن محمد بن سنان القزاز عن أبي علي عبيد الله بن عبدالحنفي عن إبراهيم بن نافع به وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه كذا قال وقد رواه البخاري كما ترى من حديث إبراهيم بن نافع وكأن فيه اختصارا فإنه لم يذكر فيه شأن الذبح وقد جاء في الصحيح أن قرني الكبش كانا معلقين بالكعبة وقد جاء أن إبراهيم عليه السلام كان يزور أهله بمكة على البراق سريعا ثم يعود إلى أهله بالبلاد المقدسة والله أعلم والحديث - والله أعلم - إنما فيه مرفوع أماكن صرح بها ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ورد عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في هذا السياق ما يخالف بعض هذا كما قال ابن جرير: حدثنا محمد بن بشار ومحمد بن المثنى قالا: أخبرنا مؤمل أخبرنا سفيان عن أبي إسحق عن حارثة بن مضرب عن علي بن أبي طالب قال: لما أمر إبراهيم ببناء البيت خرج معه إسماعيل وهاجر قال: فلما قدم مكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلمه قال: يا إبراهيم ابنِ علَى ظلي أو قال على قدْري ولا تزد ولا تنقص فلما بنى خرج وخلف إسماعيل وهاجر فقال هاجر يا إبراهيم إلى من تكلنا؟ قال إلى الله قالت: انطلق فإنه لا يضيعنا قال: فعطش إسماعيل عطشا شديدا قال: فصعدت هاجر إلى الصفا فنظرت فلم تر شيئا حتى أتت المروة فلم تر شيئا ثم رجعت إلى الصفا فنظرت فلم تر شيئا ففعلت ذلك سبع مرات فقالت: يا إسماعيل مت حيث لا أراك فأتته وهو يفحص برجله من العطش فناداها جبريل فقال لها: من أنت؟ قالت: أنا هاجر أم ولد إبراهيم قال: فإلى من وكلكما؟ قالت: وكلنا إلى اللّه قال: وكلكما إلى كاف قال: ففحص الأرض بأصبعه فنبعت زمزم فجعلت تحبس الماء فقال: دعيه فإنه روي ففي هذا السياق أنه بنى البيت قبل أن يفارقهما وقد يحتمل أنه كان محفوظا أن يكون أولا وضع له حوطا وتحجيرا لا أنه بناه إلى أعلاه حتى كبر إسماعيل فبنياه معا كما قال اللّه تعالى. ثم قال ابن جرير أخبرنا هناد بن السري حدثنا أبو الأحوص عن سماك عن خالد بن عرعرة أن رجلا قام إلى علي رضي الله عنه فقال ألا تخبرني عن البيت أهو أول بيت وضع في الأرض؟ فقال لا؟ ولكنه أول بيت وضع في البركة مقام إبراهيم من دخله كان آمنا وإن شئت أنبأتك كيف بني إن الله أوحى إلى إبراهيم أن ابن لي بيتا في الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعا فأرسل الله السكينة وهي ريح خجوج ولها رأسان فاتبع أحدهما صاحبه حتى انتهت إلى مكة فتطوت على موضع البيت كطي الجحفة وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم وبقي الحجر فذهب الغلام يبغي شيئا فقال إبراهيم لا أبغني حجرا كما آمرك قال فانطلق الغلام يلتمس له حجرا فأتاه به فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه فقال: يا أبت من أتاك بهذا الحجر؟ فقال: أتاني به من لم يتكل على بنائك جاء به جبريل عليه السلام من السماء فأتماه. قال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبدالله بن يزيد المقري أخبرنا سفيان عن بشر بن عاصم عن سعيد بن المسيب عن كعب الأحبار قال: كان البيت غثاءة على الماء قبل أن يخلق اللّه الأرض بأربعين عاما ومنه دحيت الأرض. قال سعيد: وحدثنا علي بن أبي طالب أن إبراهيم أقبل من أرض أرمينية ومعه السكينة تدله على تبوء البيت كما تتبوأ العنكبوت بيتا وقال: فكشفت عن أحجار لا يطيق الحجر إلا ثلاثون رجلا فقلت يا أبا محمد فإن اللّه يقول "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" قال كان ذلك بعد وقال السدي: إن اللّه عز وجل أمر إبراهيم أن يبني البيت هو وإسماعيل ابنيا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود. فانطلق إبراهيم حتى أتى مكة فقام هو وإسماعيل وأخذا المعاول لا يدريان أين البيت فبعث الله ريحا يقال لها الريح الخجوج لها جناحان ورأس في صورة حية فكشفت لهما ما حول الكعبة عن أساس البيت الأول واتبعاها بالمعاول يحفران حتى وضعا الأساس فذلك حين يقول تعالى "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت" "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت" فلما بنيا القواعد فبلغا مكان الركن. قال إبراهيم لإسماعيل: يا بني اطلب لي حجرا حسنا أضعه ههنا. قال يا أبت إني كسلان لغب. قال علي ذلك فانطلق يطلب له حجرا وجاءه جبريل بالحجر الأسود من الهند وكان أبيض ياقوتة بيضاء مثل الثغامة وكان آدم هبط به من الجنة فاسود من خطايا الناس فجاءه إسماعيل بحجر فوجده عند الركن فقال يا أبت من جاءك بهذا؟ قال جاء به من هو أنشط منك فبنيا وهما يدعوان الكلمات التي ابتلى إبراهيم ربه فقال "ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" وفي هذا السـياق ما يدل على أن قواعد البيت كانت مبنيه قبل إبراهيم. وإنما هدي إبراهيم إليها وبوئ لها وقد ذهب إلى هذا ذاهبون كما قال الإمام عبدالرزاق أخبرنا معمر عن أيوب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت" قال القواعد التي كانت قواعد البيت قبل ذلك وقال عبدالرزاق أيضا أخبرنا هشام بن حسان عن سوار ختن عطاء عن عطاء ابن أبي رباح قال: لما أهبط آدم من الجنة كانت رجلاه في الأرض ورأسه في السماء يسمع كلام أهل السماء ودعاؤهم يأنس إليهم فهابت الملائكة حتى شكت إلى الله في دعائها وفي صلاتها فخفضه الله تعالى إلى الأرض فلما فقد ما كان يسمع منهم استوحش حتى شكا ذلك إلى الله في دعائه وفي صلاته فوجه إلى مكة فكان موضع قدميه قرية وخطوه مفازة حتى انتهى إلى مكة وأنزل الله ياقوته من ياقوت الجنة فكانت على موضع البيت الآن فلم يزل يطوف به حتى أنزل اللّه الطوفان فرفعت تلك الياقوتة حتى بعث اللّه إبراهيم عليه السلام فبناه. وذلك قول الله تعالى "وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت" وقال عبدالرزاق أخبرنا ابن جريج عن عطاء قال: قال آدم إني لا أسمع أصوات الملائكة قال بخطيئتك ولكن اهبط إلى الأرض فابن لي بيتا ثم أحفف به كما رأيت الملائكة تحف ببيتي الذي في السماء فيزعم الناس أنه بناه من خمسة أجبل من حراء وطور زيتا وطور سيناء والجودي وكان ربضه من حراء فكان هذا بناء آدم حتى بناه إبراهيم عليه السلام بعد وهذا صحيح إلى عطاء ولكن في بعضه نكارة واللّه أعلم. وقال عبدالرزاق أيضا أخبرنا معمر عن قتادة قال: وضع الله البيت مع آدم أهبط اللّه آدم إلى الأرض وكان مهبطه بأرض الهند وكان رأسه في السماء ورجلاه في الأرض فكانت الملائكة تهابه فنقص إلى ستين ذراعا فحزن آدم إذ فقد أصوات الملائكة وتسبيحهم فشكا ذلك إلى الله عز وجل فقال اللّه يا آدم إني قد أهبطت لك بيتا تطوف به كما يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلي عند عرشي فانطلق إليه آدم فخرج ومد له في خطوه فكان بين كل خطوتين مفازة فلم تزل تلك المفازة بعد ذلك فأتى آدم البيت فطاف به ومن بعده من الأنبياء. وقال ابن جرير: أخبرنا ابن حميد أخبرنا يعقوب العمي عن حفص بن حميد عن عكرمة عن ابن عباس قال: وضع اللّه البيت على أركان الماء على أربعة أركان فبل أن تخلق الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت وقال محمد بن إسحاق حدثني عبدالله بن أبي نجيح عن مجاهد وغيره من أهل العلم إن الله لما بوأ إبراهيم مكان البيت خرج إليه من الشام أو خرج معه بإسماعيل وبأمه هاجر وإسماعيل طفل صغير يرضع وحملوا فيما حدثني على البراق ومعه جبريل يدله على موضع البيت ومعالم الحرم وخرج معه جبريل فكان لا يمر بقرية إلا قال: أبهذا أمرت يا جبريل ؟ فيقول جبريل أمضه حتى قدم به مكة وهي إذ ذاك عضاه وسلم وسمر وبها أناس يقال لهم العماليق خارج مكة وما حولها والبيت يومئذ ربوة حمراء مدرة فقال إبراهيم لجبريل: أههنا أمرت أن أضعهما ؟ قال نعم فعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أم إسماعيل أن تتخذ فيه عريشا فقال "ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم" إلى قوله "لعلهم يشكرون" وقال عبد الرزاق أخبرنا هشام بن حسان أخبرني حميد عن مجاهد قال: خلق الله موضع هذا البيت قبل أن يخلق شيئا بألفي سنة وأركانه في الأرض السابعة وكذا قال ليث بن أبي سليم عن مجاهد القواعد في الأرض السابعة وقال: ابن أبي حاتم حدثنا أبي أخبرنا عمر بن رافع أخبرنا عبد الوهاب بن معاوية عن عبد المؤمن بن خالد عن علياء بن أحمر أن ذا القرنين قدم مكة فوجد إبراهيم وإسماعيل يبنيان قواعد البيت من خمسة أجبل فقال مالكما ولأرضنا؟ فقال نحن عبدان مأموران أمرنا ببناء هذه الكعبة قالا فهاتا بالبينة على ما تدعينان فقامت خمسة أكبش فقلن نحن فشهد أن إبراهيم وإسماعيل عبدان مأموران أمرا ببناء هذه الكعبة فقال قد رضيت وسلمت ثم مضى وذكر الأزرقي في تاريخ مكة إن ذا القرنين طاف مع إبراهيم عليه السلام بالبيت وهذا يدل على تقدم زمانه والله أعلم. وقال البخاري رحمه الله قوله تعالى "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل" الآية القواعد أساسه واحدها قاعدة والقواعد من النساء واحدتها قاعدة حدثنا إسماعيل حدثني مالك عن ابن شهاب عن سالم بن عبدالله أن عبدالله بن محمد بن أبي بكر أخبر عبدالله بن عمر عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ألم تري أن قومك حين بنوا البيت اقتصروا عن قواعد إبراهيم" فقلت يا رسول الله ألا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال "لولا حدثان قومك بالكفر" فقال عبدالله بن عمر: لئن كانت عائشة سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم عليه السلام وقد رواه في الحج عن القعنبي وفي أحاديث الأنبياء عن عبدالله بن يوسف ومسلم عن يحيى بن يحيى ومن حديث ابن وهب والنسائي من حديث عبد الرحمن بن القاسم كلهم عن مالك به ورواه مسلم أيضا من حديث نافع قال سمعت عبدالله بن أبي بكر بن أبي قحافة يحدث عبدالله بن عمر عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لولا أن قومك حديث عهد بجاهلية - أو قال بكفر- لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله ولجعلت بابها بالأرض ولأدخلت فيها الحجر" وقال البخاري أخبرنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل عن أبي إسحق عن الأسود قال: قال لي ابن الزبير كانت عائشة تسر إليك حديثا كثيرا فما حدثتك فى الكعبة قال: قلت قالت لي قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عائشة لولا قومك حديث عهدهم - فقال ابن الزبير بكفر - لنقضت الكعبة فجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه" ففعله ابن الزبير انفرد بإخراجه البخاري فرواه هكذا في كتاب العلم من صحيحه وقال مسلم في صحيحه حدثنا يحيى بن يحيى أخبرنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "لولا حداثة عهد قومك بالكفر لنقضت الكعبة ولجعلتها على أساس إبراهيم فإن قريشا حين بنت البيت استقصرت ولجعلت لها خلفا" قال: وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا أخبرنا ابن نمير عن هشام بهذا الإسناد انفرد به مسلم: قال وحدثني محمد بن حاتم حدثني محمد بن مهدي أخبرنا سليم بن حبان عن سعيد يعني بن ميناء قال: سمعت عبدالله بن الزبير يقول حدثتني خالتي يعني عائشة رضي الله عنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم "يا عائشة لولا قومك حديث عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض ولجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا وزدت فيها ستة أذرع من الحجر فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة" انفرد به أيضا. "ذكر بناء قريش الكعبة بعد إبراهيم الخليل عليه السلام بمدد طويلة وقبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس سنين" وقد نفل معهم في الحجارة وله من العمر خمس وثلاثون سنة صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين قال: قال محمد بن إسحق بن يسار في السيرة: ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة اجتمعت قريش لبنيان الكعبة وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ويهابون هدمها وإنما كانت رضما فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها وذلك أن نفرا سرقوا كنز الكعبة وإنما كان يكون في بئر في جوف الكعبة وكان الذي وجد عنده الكنز دويك مولى بني مليح بن عمرو من خزاعة فقطعت قريش يده ويزعم الناس أن الذين سرقوه وضعوه عند دويك وكان البحر قد رمى بسفينة إلى جدة لرجل من تجار الروم فتحطمت فأخذوا خشبها فأعدوه لتسقيفها وكان بمكة رجل قبطي نجار فهيأ لهم في أنفسهم بعض ما يصلحها وكانت حية تخرج من بئر الكعبة إلي كانت تطرح فيها ما يهدى لها كل يوم فتشرف على جدار الكعبة وكانت مما يهابون وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا احزألت وكشت وفتحت فاها فكانوا يهابونها فبينا هي يوما تشرف على جدار الكعبة كما كانت تصنع بعث الله إليها طائرا فاختطفها فذهب بها فقالت قريش إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما أردنا عندنا عامل رفيق وعندنا خشب وقد كفانا الله الحية فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنيانها قام بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عبد بن عمران بن مخزوم فتناول من الكعبة حجرا فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال يا معشر قريش لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا لا يدخل فيها مهر بغي ولا بيع ربا ولا مظلمة أحد من الناس قال ابن إسحق والناس ينتحلون هذا الكلام للوليد بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم قال ثم إن فريشا تجزأت الكعبة فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة وكان ما بين الركن الأسود والركن اليماني لبني مخزوم وقبائل من قريش انضموا إليهم وكان ظهر الكعبة لبني جمح وسهم وكان شق الحجر لبني عبدالدار بن قصي ولبني أسد بن عبد العزى بن قصي ولبني عدي بن كعب بن لؤي وهو الحطيم ثم إن الناس هابوا هدمها وفرقوا منه فقال الوليد بن المغيرة أنا أبدؤكم في هدمها فأخذ المعول ثم قام عليها وهو يقول اللهم لم ترع اللهم إنا لا نريد إلا الخير ثم هدم من ناحية الركنين فتربص الناس تلك الليلة وقالوا ننظر فإن أصيب لم نهدم منها شيئا ورددناها كما كانت وإن لم يصبه شيء فقد رضي الله ما صنعنا فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله فهدم وهدم الناس معه حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس أساس إبراهيم عليه السلام أفضوا إلى حجارة خضر كالأسنة آخذ بعضها بعضا: قال فحدثني بعض من يروي الحديث بأن رجلا من قريش ممن كان يهدمها أدخل عتلة بين حجرين منها ليقلع بها أيضا أحدهما فلما تحرك الحجر انتفضت مكة بأسرها فانتهوا عن ذلك الأساس. قال بن إسحق: ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها كل قبيلة تجمع على حدة ثم بنوها حتى بلغ البنيان موضع الركن يعني الحجر الأسود فاختصموا فيه كل قبيلة تريد أن ترفعه إلى موضعه دون الأخرى حتى تحاوروا وتخالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد الدار جفنة مملوءة دما ثم تعاقدوا هم وبنو عدي بن كعب بن لؤي على الموت وأدخلوا أيديهم في ذلك الدم في تلك الجفنة فسموا "لقعة الدم" فمكثت قريش على ذلك أربع ليال أو خمسا ثم إنهم اجتمعوا في المسجد فتشاوروا وتناصفوا فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم وكان عامئذ أسن قريش كلهم قال: يا معشر قريش اجعلوا بينكم فيما تختلفون فيه أول من يدخل من باب هذا المسجد يقضي بينكم فيه ففعلوا فكان أول داخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأوه قالوا: هذا الأمين رضينا هذا محمد. فلما انتهى إليهم وأخبروه الخبر قال صلى الله عليه وسلم: هلم إلي ثوبا فأتي به فأخذ الركن يعني الحجر الأسود فوضعه فيه بيده ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعا ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم ثم بنى عليه وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن ينزل عليه الوحي "الأمين" فلما فرغوا من البنيان وبنوها على ما أرادوا قال الزبير بن عبد المطلب فيما كان من أمر الحية التي كانت قريش تهاب بنيان الكعبة لها: عجبت لما تصوبت العقاب إلى الثعبان وهي لهـا اضـطراب وقد كانت يكون لها كشيش وأحيانا يكون لها وثاب إذا قمنا إلى التأسيس شدت تهيبنا البناء وقد تهاب فلما أن خشينا الرجز جاءت عقاب تتلئب لها أنصباب فضمتها إليها ثـم خلت لنا البنيان ليس له حجاب فقمنا حاشدين إلى بناء لنا منه القواعد والتراب غداة نرفع التأسيس منه وليس على مساوينا ثياب أعز به المليك بني لؤي فليس لأصله منهم ذهاب وقد حشدت هناك بنو عدي ومرة قد تقدمهـا كلاب فبوأنا المليك بذاك عزا وعند الله يلتمس الثواب قال ابن إسحاق وكانت الكعبة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشر ذراعا وكانت تكسى القباطي ثم كسيت بعد البرود وأول من كساها الديباج الحجاج بن يوسف. "قلت" ولم تزل على بناء قريش حتى أحترقت في أول إمارة عبدالله بن الزبير بعد سنة ستين وفي آخر ولاية يزيد بن معاوية لما حاصروا ابن الزبير فحينئذ نقضها ابن الزبير إلى الأرض وبناها على قواعد إبراهيم عليه السلام وأدخل فيها الحجر وجعل لها بابا شرقيا وبابا غربيا ملصقين بالأرض كما سمع ذلك من خالته عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم تزل كذلك مدة إمارته حتى قتله الحجاج فردها إلى ما كانت عليه بأمر عبدالملك بن مروان له بذلك كما قال مسلم بن الحجاج فى صحيحه أخبرنا هناد بن السري أخبرنا ابن أبي زائدة أخبرنا ابن أبي سليمان عن عطاء قال لما أحترق البيت زمن يزيد بن معاوية حين غزاها أهل الشام فكان من أمره ما كان تركه بن الزبير حتى قدم الناس الموسم يريد أن يحزبهم أو يجيروهم على أهل الشام فلما صدر الناس: قال يا أيها الناس أشيروا علي في الكعبة أنقضها ثم أبني بناءها أو أصلح ما وهى منها؟ قال بن عباس إنه قد خرق لي رأى فيها أرى أن تصلح ما وهى منها وتدع بيتا أسلم الناس عليه وأحجار أسلم الناس عليها وبعث عليها النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابن الزبير لو كان أحدهم أحترق بيته ما رضي حتى يجدده فكيف بيت ربكم عز وجل إنى مستخير ربي ثلاثا ثم عازم على أمري فلما مضت ثلاث أجمع رأيه على أن ينقضها فتحاماها الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء حتى صعده رجل فألقى منه حجارة فلما لم يره الناس أصابه شيء تتابعوا فنقضوه حتى بلغوا به الأرض فجعل ابن الزبير أعمدة يستر عليها الستور حتى أرتفع بناؤه وقال بن الزبير إنى سمعت عائشة رضي الله عنها تقول إن النبي صلى الله عليه وسلم: قال "لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر وليس عندي من النفقة ما يقويني على بنائه لكنت أدخلت فيه من الحجر خمسة أذرع ولجعلت له بابا يدخل الناس منه وبابا يخرجون منه" قال فأنا أجد ما أنفق ولست أخاف الناس قال: فزاد فيه خمسه أذرع من الحجر حتى أبدى له أسا نظر الناس إليه فبنى عليه البناء وكان طول الكعبة ثمانية عشر ذراعا فلما زاد فيه أستقصره فزاد في طوله عشرة أذرع وجعل له بابين أحدهما يدخل منه والآخر يخرج منه فلما قتل بن الزبير كتب الحجاج إلى عبدالملك يستجيزه بذلك ويخبره أن بن الزبير قد وضع البناء على أس نظر إليه العدول من أهل مكة فكتب إليه عبدالملك إنا لسنا من تلطيخ بن الزبير فى شيء أما ما زاده في طوله فأقره وأما ما زاد فيه من الحجر فرده إلى بنائه وسد الباب الذي فتحه فنقضه وأعاده إلى بنائه وقد رواه النسائي في سننه عن هناد عن يحيى بن أبي زائدة عن عبدالملك بن أبي سليمان عن عطاء عن بن الزبير عن عائشة بالمرفوع منه ولم يذكر القصة وقد كانت السنة أقرارا ما فعله عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما لأنه هو الذي وده رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن خشي أن تنكره قلوب بعض الناس لحداثة عهدهم بالإسلام وقرب عهدهم من الكفر ولكن خفيت هذه السنة على عبدالملك بن مروان ولهذا لما تحقق ذلك عن عائشة أنها روت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وددنا أنا تركناه وما تولى كما قال مسلم: حدثني محمد بن حاتم حدثنا محمد بن بكر أخبرنا بن جريج سمعت عبدالله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء يحدثان عن الحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة قال: عبدالله بن عبيد: وفد الحارث بن عبيد الله على عبدالملك بن مروان في خلافته فقل عبدالملك: ما أظن أبا حبيب يعني بن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم أنه سمعه منها قال الحارث بلى أنا سمعته منها قال: سمعتها تقول ماذا؟ قال: قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن قومك استقصروا من بنيان البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت ما تركوا منه فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه" فأراها قريبا من سبعة أذرع هذا حديث عبدالله بن عبيد بن عمير وزاد عليه الوليد بن عطاء قال النبي صلى الله عليه وسلم "ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لم كان قومك رفعوا بابها". قالت: قلت لا قال "تعززا أن لا يدخلها إلا من أرادوا فكان الرجل إذا هو أراد أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط" قال عبدالملك فقلت للحارث أنت سمعتها تقول هذا؟ قال نعم قال فنكت ساعة بعصاه ثم قال وددت أنى تركت وما تحمل قال مسلم وحدثناه محمد بن عمرو بن جبلة حدثنا أبو عاصم ح وحدثنا عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق كلاهما عن بن جريج بهذا الإسناد مثل حديث أبي بكر قال: وحدثنا محمد بن حاتم حدثنا عبدالله بن بكر السهمي حدثنا حاتم بن أبي صغيرة عن أبي قزعة أن عبدالملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال: قاتل الله ابن الزبير حيث يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت الكعبة حتى أزيد فيها من الحجر فإن قومك قصروا في البناء" فقال الحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فإنى سمعت أم المؤمنين تحدث هذا. قال لو كنت سمعته قبل أن أهدمه لتركته على ما بنى ابن الزبير فهذا الحديث كالمقطوع به إلى عائشة لأنه قد روي عنها من طرق صحيحة متعددة عن الأسود بن يزيد والحارث بن عبدالله بن أبي ربيعة وعبدالله بن الزبير وعبدالله بن محمد بن أبي بكر وعروة بن الزبير فدل هذا على صواب ما فعله بن الزبير فلو ترك لكان جيدا ولكن بعد ما رجع الأمر إلى هذا الحال فقد كره بعض العلماء أن يغير عن حاله كما ذكر عن أمير المؤمنين هارون الرشيد أو أبيه المهدي أنه سأل الإمام مالكا عن هدم الكعبة وردها إلى ما فعله بن الزبير فقال له مالك يا أمير المؤمنين لا تجعل كعبة الله ملعبة للملوك لا يشاء أحد أن يهدمها إلا هدمها فترك ذلك الرشيد نقله عياض والنووي ولا تزال - والله أعلم - هكذا إلى آخر الزمان إلى أن يخربها ذو السويقتين من الحبشة كما ثبت ذلك في الصحيحين عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة" أخرجاه وعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "كأني به أسود أفحج يقلعها حجرا حجرا" رواه البخاري وقال الإمام أحمد بن حنبل في مسنده أخبرنا أحمد بن عبدالملك الحراني أخبرنا محمد بن سلمة عن بن إسحق عن بن أبي نجيح عن مجاهد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة ويسلبها حليتها ويجردها من كسوتها ولكأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته ومعوله" - الفدع زيغ بين القدم وعظم الساق - وهذا والله أعلم إنما يكون بعد خروج يأجوج ومأجوج لما جاء في صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليحجن البيت وليعتمرن بعد خروج يأجوج ومأجوج".

Tafsir Ibn Kathir

Ismail ibn KathirEnglish

The Command to purify the House Al-Hasan Al-Basri said that, وَعَهِدْنَآ إِلَى إِبْرَهِيمَ وَإِسْمَـعِيلَ (And We gave Our 'Ahd (command) to Ibrahim and Isma`il) means, "Allah ordered them to purify it from all filth and impurities, of which none should ever touch it." Also, Ibn Jurayj said, "I said to `Ata', `What is Allah's `Ahd' He said, `His command."' Also, Sa`id bin Jubayr said that Ibn `Abbas commented on the Ayah, أَن طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ وَالْعَـكِفِينَ (that they should purify My House (the Ka`bah) for those who are circumambulating it, or staying (I`tikaf)) "Purify it from the idols." Further, Mujahid and Sa`id bin Jubayr said that, طَهِّرَا بَيْتِىَ لِلطَّآئِفِينَ (purify My House for those who are circumambulating it) means, "From the idols, sexual activity, false witness and sins of all kinds." Allah said, لِلطَّآئِفِينَ (for those who are performing Tawaf (circumambulating) it). The Tawaf around the House is a well-established ritual, Sa`id bin Jubayr said that, لِلطَّآئِفِينَ (for those who are circumambulating it) means, strangers (he means who do not live in Makkah), while; وَالْعَـكِفِينَ (or staying (I`tikaf)) is about those who live in the area of the Sacred House. Also, Qatadah and Ar-Rabi` bin Anas said that I`tikaf is in reference to those who live in the area of the House, just as Sa`id bin Jubayr stated. Allah said, وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (or bowing or prostrating themselves (there, in prayer)) Ibn `Abbas said, when it is a place of prayer it includes those who are described as bowing and prostrating themselves. Also, `Ata' and Qatadah offered the same Tafsir. Purifying all Masjids is required according to this Ayah and according to Allah's statement, فِى بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالاٌّصَالِ (In houses (mosques) which Allah has ordered to be raised (to be cleaned, and to be honored), in them His Name is remembered (i.e. Adhan, Iqamah, Salah, invocations, recitation of the Qur'an). Therein glorify Him (Allah) in the mornings and in the (late) afternoons) (24:36). There are many Hadiths that give a general order for purifying the Masjids and keeping filth and impurities away from them. This is why the Prophet said, «إِنَّمَا بُنِيَتِ الْمَسَاجِدُ لِمَا بُنِيَتْ لَه» (The Masjids are established for the purpose that they were built for (i. e. worshipping Allah alone).) I have collected a book on this subject, and all praise is due to Allah. Makkah is a Sacred Area Allah said, وَإِذْ قَالَ إِبْرَهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّخِرِ (And (remember) when Ibrahim said, "My Lord, make this city (Makkah) a place of security and provide its people with fruits, such of them as believe in Allah and the Last Day.") Imam Abu Ja`far bin Jarir At-Tabari narrated that Jabir bin `Abdullah said that the Messenger of Allah ﷺ said, «إِنَّ إِبْرَاهِيمَ حَرَّمَ بَيْتَ اللهِ وَأَمَّنَهُ وَإِنِّي حَرَّمْتُ الْمَدِينَةَ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا، فَلَا يُصَادُ صَيْدُهَا وَلَا يُقْطَعُ عِضَاهُهَا» (Ibrahim made Allah's House a Sacred Area and a safe refuge. I have made what is between the two sides of Al-Madinah a Sacred Area. Therefore, its game should not be hunted, and its trees should not be cut.) An-Nasa'i and Muslim also recorded this Hadith. There are several other Hadiths that indicate that Allah made Makkah a sacred area before He created the heavens and earth. The Two Sahihs recorded `Abdullah bin `Abbas saying that the Messenger of Allah ﷺ said, «إِنَّ هَذَا الْبَلَدَ حَرَّمَهُ اللهُ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلى يَومِ الْقِيَامَةِ وَإِنَّهُ لَمْ يَحِلَّ الْقِتَالُ فِيهِ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَلَمْ يَحِلَّ لِي إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ، فَهُوَ حَرَامٌ بِحُرْمَةِ اللهِ إِلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا يُعْضَدُ شَوْكُهُ وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ،وَلَا يَلْتَقِطُ لُقَطَتَهُ إِلَّا مَنْ عَرَّفَهَا وَلَا يُخْتَلى خَلَاهَا» فَقَالَ الْعَبَّاسُ: «يَا رَسُولَ اللهِ: إِلّا الْإذْخِرَ فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَلِبُيُوتِهِمْ فَقَالَ: «إِلَّا الْإِذْخِر» (Allah has made this city a sanctuary (sacred place) the Day He created the heavens and earth. Therefore, it is a sanctuary until the Day of Resurrection because Allah made it a sanctuary. It was not legal for anyone to fight in it before me, and it was legal for me for a few hours of one day. Therefore, it is a sanctuary until the Day of Resurrection, because Allah made it a sanctuary. None is allowed to uproot its thorny shrubs, or to chase its game, or to pick up something that has fallen, except by a person who announces it publicly, nor should any of its trees be cut.) Al-`Abbas said, `O Messenger of Allah ﷺ! Except the lemon-grass, for our goldsmiths and for our graves.' The Prophet added, (Except lemon-grass.) This is the wording of Muslim. The Two Sahihs also recorded Abu Hurayrah narrating a similar Hadith, while Al-Bukhari recorded a similar Hadith from Safiyyah bint Shaybah who narrated it from the Prophet . Abu Shurayh Al-`Adawi said that he said to `Amr bin Sa`id while he was sending armies to Makkah, "O Commander! Let me narrate a Hadith that the Messenger of Allah ﷺ said the day that followed the victory of Makkah. My ears heard the Hadith, my heart comprehended it, and my eyes saw the Prophet when he said it. He thanked Allah and praised him and then said, «إِنَّ مَكَّةَ حَرَّمَهَا اللهُ وَلَمْ يُحَرِّمْهَا النَّاسُ فَلَا يَحِلُّ لِامْرِىءٍ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَومِ الْآخِرِ أَنْ يَسْفِكَ بِهَا دَمًا وَلَا يَعْضِدَ بِهَا شَجَرَةً،فَإِنْ أَحَدٌ تَرَخَّصَ بِقِتَالِ رَسُولِ اللهِصلى الله عليه وسلّم فَقُولُوا: إِنَّ اللهَ أَذِنَ لِرَسُولِهِ وَلَمْ يَأْذَنْ لَكُمْ، وَإِنَّمَا أَذِنَ لِي فِيهَا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ وَقَدْ عَادَتْ حُرْمَتُهَا الْيَومَ كَحُرْمَتِهَا بِالْأَمْسِ فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِب» (Allah, not the people, made Makkah a sanctuary, so any person who has belief in Allah and the Last Day, should neither shed blood in it nor should he cut down its trees. If anybody argues that fighting in it is permissible on the basis that Allah's Messenger ﷺ fought in Makkah, say to him, `Allah allowed His Messenger and did not allow you.' Allah allowed me only for a few hours on that day (of the Conquest), and today its sanctity is valid as it was before. So, those who are present should inform those who are absent (concerning this fact).) Abu Shurayh was asked, `What did `Amr reply' He said, (`Amr said) `O Abu Shurayh! I know better than you about this, the Sacred House does not give protection to a sinner, a murderer or a thief.' This Hadith was collected by Al-Bukhari and Muslim. After this, there is no contradiction between the Hadiths that stated that Allah made Makkah a sanctuary when He created the heavens and earth and the Hadiths that Ibrahim made it a sanctuary, since Ibrahim conveyed Allah's decree that Makkah is a sanctuary, before he built the House. Similarly, the Messenger of Allah ﷺ was written as the Final Prophet when Adam was still clay. Yet, Ibrahim said, رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ (Our Lord! Send amongst them a Messenger of their own) (2: 129). Allah accepted Ibrahim's supplication, although He had full knowledge beforehand that it will occur by His decree. To further elaborate on this subject, we should mention the Hadith about what the Messenger of Allah ﷺ said when he was asked, "O Messenger of Allah ﷺ! Tell us about how your prophethood started." He said, «دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَبُشْرَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَرَأَتْ أُمِّي كَأَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّام» (I am the supplication of my father Ibrahim, the good news of Jesus, the son of Mary, and my mother saw a light that radiated from her which illuminated the castles of Ash-Sham (Syria).) In this Hadith, the Companions asked the Messenger about the beginning of his prophethood. We will explain this matter later, if Allah wills. Ibrahim invokes Allah to make Makkah an Area of Safety and Sustenance Allah said that Ibrahim said, رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا (My Lord, make this city (Makkah) a place of security) (2:126) from terror, so that its people do not suffer from fear. Allah accepted Ibrahim's supplication. Allah said, وَمَن دَخَلَهُ كَانَ ءَامِناً (Whosoever enters it, he attains security) (3:97) and, أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا جَعَلْنَا حَرَماً ءامِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ (Have they not seen that We have made (Makkah) a secure sanctuary, while men are being snatched away from all around them) (29:67). We have already mentioned the Hadiths that prohibit fighting in the Sacred Area. Muslim recorded that Jabir said that the Messenger of Allah ﷺ said, «لَا يَحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَحْمِلَ بِمَكَّةَ السِّلَاح» (No one is allowed to carry weapons in Makkah.) Allah mentioned that Ibrahim said, رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا (My Lord, make this city (Makkah) a place of security) meaning, make this a safe city. This occurred before the Ka`bah was built. Allah said in Surat Ibrahim, وَإِذْ قَالَ إِبْرَهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا الْبَلَدَ آمِنًا (And (remember) when Ibrahim said, "My Lord! Make this city (Makkah) one of peace and security...") (14:35) as here, Ibrahim supplicated a second time after the House was built and its people lived around it, after Ishaq who was thirteen years Isma`il's junior was born. This is why at the end of his supplication, Ibrahim said here, الْحَمْدُ للَّهِ الَّذِى وَهَبَ لِى عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَـعِيلَ وَإِسْحَـقَ إِنَّ رَبِّى لَسَمِيعُ الدُّعَآءِ (All the praises and thanks be to Allah, Who has given me in old age Isma`il (Ishmael) and Ishaq (Isaac). Verily, my Lord is indeed the Hearer of invocations) (14:39). Allah said next, وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ("...and provide its people with fruits, such of them as believe in Allah and the Last Day." He (Allah) answered: "As for him who disbelieves, I shall leave him in contentment for a while, then I shall compel him to the torment of the Fire, and worst indeed is that destination!") Ibn Jarir said that Ubayy bin Ka`b commented on, قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (He answered: "As for him who disbelieves, I shall leave him in contentment for a while, then I shall compel him to the torment of the Fire, and worst indeed is that destination!") "These are Allah's Words (meaning not Ibrahim's)" This is also the Tafsir of Mujahid and `Ikrimah. Furthermore, Ibn Abi Hatim narrated that Ibn `Abbas commented on Allah's statement, رَبِّ اجْعَلْ هَـذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَتِ مَنْ ءَامَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الاٌّخِرِ (My Lord, make this city (Makkah) a place of security and provide its people with fruits, such of them as believe in Allah and the Last Day.) "Ibrahim asked Allah to grant sustenance for the believers only. However, Allah revealed, `I will also provide for the disbelievers, just as I shall provide for the believers. Would I create something and not sustain and provide for I shall allow the disbelievers little delight, and then force them to the torment of the Fire, and what an evil destination." Ibn `Abbas then recited, كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاءِ وَهَـؤُلاءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا (On each these as well as those We bestow from the bounties of your Lord. And the bounties of your Lord can never be forbidden) (17:20). This was recorded by Ibn Marduwyah, who also recorded similar statements from `Ikrimah and Mujahid. Similarly, Allah said, قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ - مَتَـعٌ فِى الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ (Verily, those who invent a lie against Allah will never be successful. (A brief) enjoyment in this world! And then unto Us will be their return, then We shall make them taste the severest torment because they used to disbelieve.) (10:69-70), وَمَن كَفَرَ فَلاَ يَحْزُنكَ كُفْرُهُ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ - نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ (And whoever disbelieves, let not his disbelief grieve you (O Muhammad ). To Us is their return, and We shall inform them what they have done. Verily, Allah is the Knower of what is in the breasts (of men). We let them enjoy for a little while, then in the end We shall oblige them to (enter) a great torment.) (31:23-24) and, وَلَوْلاَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَحِدَةً لَّجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَـنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ - وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ - وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَـعُ الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَالاٌّخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ (And were it not that mankind would have become of one community (all disbelievers desiring worldly life only), We would have provided for those who disbelieve in the Most Gracious (Allah), silver roofs for their houses, and elevators whereby they ascend. And for their houses, doors (of silver), and thrones (of silver) on which they could recline. And adornments of gold. Yet all this would have been nothing but an enjoyment of this world. And the Hereafter with your Lord is (only) for the Muttaqin (the pious).) (43:33-35). Allah said next, ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (Then I shall compel him to the torment of the Fire, and worst indeed is that destination!) meaning, "After the delight that the disbeliever enjoyed in this life, I will make his destination torment in the Fire, and what an evil destination." This Ayah indicates that Allah gives the disbelievers respite and then seizes them in a manner compatible to His greatness and ability. This Ayah is similar to Allah's statement, وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِىَ ظَـلِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَىَّ الْمَصِيرُ (And many a township did I give respite while it was given to wrongdoing. Then (in the end) I seized it (with punishment). And to Me is the (final) return (of all)) (22:48). Also, the Two Sahihs recorded, «لَا أَحَدَ أَصْبَرُ عَلى أَذًى سَمِعَهُ مِنَ اللهِ إِنَّهُمْ يَجْعَلُونَ لَهُ وَلَدًا وَهُوَ يَرْزُقُهُمْ وَيُعَافِيهِم» (No one is more patient than Allah when hearing abuse. They attribute a son to Him, while He grants them sustenance and health.) The Sahih also recorded, «إِنَّ اللهَ لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ حَتّى إِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْه» (Allah gives respite to the unjust person, until when He seizes him; He never lets go of him.) He then recited Allah's statement, وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَـلِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (Such is the punishment of your Lord when He punishes the (population of) towns while they are doing wrong. Verily, His punishment is painful (and) severe). (11:102) Building the Ka`bah and asking Allah to accept This Deed Allah said, وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَـعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ - رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (And (remember) when Ibrahim (Abraham) and (his son) Isma`il (Ishmael) were raising the foundations of the House (the Ka`bah at Makkah), (saying), "Our Lord! Accept (this service) from us. Verily, You are the Hearer, the Knower. Our Lord! And make us submissive unto You and of our offspring a nation submissive unto You, and show us our Manasik and accept our repentance. Truly, You are the One Who accepts repentance, the Most Merciful.") Allah said, "O Muhammad! Remind your people when Ibrahim and Isma`il built the House and raised its foundations while saying, رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (Our Lord! Accept (this service) from us. Verily, You are the Hearer, the Knower.") Al-Qurtubi mentioned that Ubayy and Ibn Mas`ud used to recite the Ayah this way, وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَـعِيلُ وَيَقُولَانِ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (And (remember) when Ibrahim and (his son) Isma`il were raising the foundations of the House (the Ka`bah at Makkah), Saying, "Our Lord! Accept (this service) from us. Verily, You are the Hearer, the Knower.") What further testifies to this statement (which adds `saying' to the Ayah) by Ubayy and Ibn Mas`ud, is what came afterwards, رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ (Our Lord! And make us submissive unto You and of our offspring a nation submissive unto You). The Prophets Ibrahim and Isma`il were performing a good deed, yet they asked Allah to accept this good deed from them. Ibn Abi Hatim narrated that Wuhayb bin Al-Ward recited, وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَـعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ (And (remember) when Ibrahim and (his son) Isma`il were raising the foundations of the House (the Ka`bah at Makkah), (saying), "Our Lord! Accept (this service) from us") and cried and said, "O Khalil of Ar-Rahman! You raise the foundations of the House of Ar-Rahman (Allah), yet you are afraid that He will not accept it from you" This is the behavior of the sincere believers, whom Allah described in His statement, وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَواْ (And those who give that which they give) (23:60) meaning, they give away voluntary charity, and perform the acts of worship yet, وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (with their hearts full of fear) (23: 60) afraid that these good deeds might not be accepted of them. There is an authentic Hadith narrated by `A'ishah on this subject, which we will mention later, Allah willing. Al-Bukhari recorded that Ibn `Abbas said, "Prophet Ibrahim took Isma`il and his mother and went away with them until he reached the area of the House, where he left them next to a tree above Zamzam in the upper area of the Masjid. During that time, Isma`il's mother was still nursing him. Makkah was then uninhabited, and there was no water source in it. Ibrahim left them there with a bag containing some dates and a water-skin containing water. Ibrahim then started to leave, and Isma`il's mother followed him and said, `O Ibrahim! To whom are you leaving us in this barren valley that is not inhabited' She repeated the question several times and Ibrahim did not reply. She asked, `Has Allah commanded you to do this' He said, `Yes.' She said, `I am satisfied that Allah will never abandon us.' Ibrahim left, and when he was far enough away where they could not see him, close to Thaniyyah, he faced the House, raised his hands and supplicated, رَّبَّنَآ إِنَّى أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (O our Lord! I have made some of my offspring to dwell in an uncultivable valley by Your Sacred House (the Ka`bah at Makkah)) until, يَشْكُرُونَ (Give thanks) (14:37). Isma`il's mother then returned to her place, started drinking water from the water-skin and nursing Isma`il. When the water was used up, she and her son became thirsty. She looked at him, and he was suffering from thirst; she left, because she disliked seeing his face in that condition. She found the nearest mountian to where she was, As-Safa, ascended it and looked, in vain, hoping to see somebody. When she came down to the valley, she raised her garment and ran, just as a tired person runs, until she reached the Al-Marwah mountain. In vain, she looked to see if there was someone there. She ran to and fro (between the two mountains) seven times." Ibn `Abbas said that the Messenger of Allah ﷺ said, "This is why the people make the trip between As-Safa and Al-Marwah (during Hajj and Umrah)." "When she reached Al-Marwah, she heard a voice and said, `Shush,' to herself. She tried to hear the voice again and when she did, she said, `I have heard you. Do you have relief' She found the angel digging with his heel (or his wing) where Zamzam now exists, and the water gushed out. Isma`il's mother was astonished and started digging, using her hand to transfer water to the water-skin." Ibn `Abbas said that the Prophet then said, "May Allah grant His mercy to the mother of Isma`il, had she left the water, (flow naturally without her intervention), it would have been flowing on the surface of the earth." "Isma`il's mother started drinking the water and her milk increased for her child. The angel (Gabriel) said to her, `Do not fear abandonment. There shall be a House for Allah built here by this boy and his father. Allah does not abandon His people.' During that time, the area of the House was raised above ground level and the floods used to reach its right and left sides. Afterwards some people of the tribe of Jurhum, passing through Kada', made camp at the bottom of the valley. They saw some birds, they were astonished, and said, `Birds can only be found at a place where there is water. We did not notice before that this valley had water.' They sent a scout or two who searched the area, found the water, and returned to inform them about it. Then they all went to Isma`il's mother, next to the water, and said, `O Mother of Isma`il! Will you allow us to be with you (or dwell with you)' She said, `Yes. But you will have no exclusive right to the water here.' They said, `We agree."' Ibn `Abbas said that the Prophet said, "At that time, Isma`il's mother liked to have human company." "And thus they stayed there and sent for their relatives to join them. Later on, her boy reached the age of puberty and married a lady from them, for Isma`il learned Arabic from them, and they liked the way he was raised. Isma`il's mother died after that. Then an idea occurred to Abraham to visit his dependents. So he left (to Makkah). When he arrived, he did not find Isma`il, so he asked his wife about him. She said, `He has gone out hunting.' When he asked her about their living conditions, she complained to him that they live in misery and poverty. Abraham said (to her), `When your husband comes, convey my greeting and tell him to change the threshold of his gate.' When Isma`il came, he sensed that they had a visitor and asked his wife, `Did we have a visitor' She said, `Yes. An old man came to visit us and asked me about you, and I told him where you were. He also asked about our condition, and I told him that we live in hardship and poverty.' Isma`il said, `Did he ask you to do anything' She said, `Yes. He asked me to convey his greeting and that you should change the threshold of your gate.' Isma`il said to her, `He was my father and you are the threshold, so go to your family (i.e. you are divorced).' So he divorced her and married another woman. Again Ibrahim thought of visiting his dependents whom he had left (at Makkah). Ibrahim came to Isma`il's house, but did not find Isma`il and asked his wife, `Where is Isma`il' Isma`il's wife replied, `He has gone out hunting.' He asked her about their condition, and she said that they have a good life and praised Allah. Ibrahim asked, `What is your food and what is your drink' She replied, `Our food is meat and our drink is water.' He said, `O Allah! Bless their meat and their drink."' The Prophet (Muhammad ﷺ ) said, "They did not have crops then, otherwise Ibrahim would have invoked Allah to bless that too. Those who do not live in Makkah cannot bear eating a diet only containing meat and water." "Ibrahim said, `When Isma`il comes back, convey my greeting to him and ask him to keep the threshold of his gate.' When Isma`il came back, he asked, `Has anyone visited us.' She said, `Yes. A good looking old man,' and she praised Ibrahim, `And he asked me about our livelihood and I told him that we live in good conditions.' He asked, `Did he ask you to convey any message' She said, `Yes. He conveyed his greeting to you and said that you should keep the threshold of your gate.' Isma`il said, `That was my father, and you are the threshold; he commanded me to keep you.' Ibrahim then came back visiting and found Isma`il behind the Zamzam well, next to a tree, mending his arrows. When he saw Ibrahim, he stood up and they greeted each other, just as the father and son greet each other. Ibrahim said, `O Isma`il, Your Lord has ordered me to do something.' He said, `Obey your Lord.' He asked Isma`il, `Will you help me' He said, `Yes, I will help you.' Ibrahim said, `Allah has commanded me to build a house for Him there, ' and he pointed to an area that was above ground level. So, both of them rose and started to raise the foundations of the House. Abraham started building (the Ka`bah), while Isma`il continued handing him the stones. Both of them were saying, `O our Lord ! Accept (this service) from us, Verily, You are the Hearing, the Knowing.' (2.127)."' Hence, they were building the House, part by part, going around it and saying, رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (Our Lord! Accept (this service) from us. Verily, You are the Hearer, the Knower.) The Story of rebuilding the House by Quraysh before the Messenger of Allah ﷺ was sent as Prophet In his Sirah, Muhammad bin Ishaq bin Yasar said, "When the Messenger of Allah ﷺ reached thirty-five years of age, the Quraysh gathered to rebuild the Ka`bah, this included covering it with a roof. However, they were weary of demolishing it. During that time, the Ka`bah was barely above a man's shoulder, so they wanted to raise its height and build a ceiling on top. Some people had stolen the Ka`bah's treasure beforehand, which used to be in a well in the middle of the Ka`bah. The treasure was later found with a man called, Duwayk, a freed servant of Bani Mulayh bin `Amr, from the tribe of Khuza`ah. The Quraysh cut off his hand as punishment. Some people claimed that those who actually stole the treasure left it with Duwayk. Afterwards, the sea brought a ship that belonged to a Roman merchant to the shores of Jeddah, where it washed-up. So they collected the ship's wood to use it for the Ka`bah's ceiling; a Coptic carpenter in Makkah prepared what they needed for the job. When they decided to begin the demolition process to rebuild the House, Abu Wahb bin `Amr bin `A'idh bin `Abd bin `Imran bin Makhzum took a stone from the Ka`bah; the stone slipped from his hand and went back to where it had been. He said, `O people of Quraysh! Do not spend on rebuilding the House, except from what was earned from pure sources. No money earned from a prostitute, usury or injustice should be included."' Ibn Ishaq commented here that the people also attribute these words to Al-Walid bin Al-Mughirah bin `Abdullah bin `Amr bin Makhzum. Ibn Ishaq continued, "The Quraysh began to organize their efforts to rebuild the Ka`bah, each subtribe taking the responsibility of rebuilding a designated part of it. However, they were still weary about bringing down the Ka`bah. Al-Walid bin Al-Mughirah said, `I will start to bring it down.' He held an ax and stood by the Ka`bah and said, `O Allah! No harm is meant. O Allah! We only seek to do a good service.' He then started to chop the House's stones. The people waited that night and said, `We will wait and see. If something strikes him, we will not bring it down and instead rebuid it the way it was. If nothing happens to him, then Allah will have agreed to what we are doing.' The next morning, Al-Walid went to work on the Ka`bah, and the people started bringing the Ka`bah down with him. When they reached the foundations that Ibrahim built, they uncovered green stones that were above each other, just like a pile of spears." Ibn Ishaq then said that some people told him, "A man from Quraysh, who was helping rebuild the Ka`bah, placed the shovel between two of these stones to pull them up; when one of the stones was moved, all of Makkah shook, so they did not dig up these stones." The Dispute regarding Who should place the Black Stone in Its Place Ibn Ishaq said, "The tribes of Quraysh collected stones to rebuild the House, each tribe collecting on their own. They started rebuilding it, until the rebuilding of the Ka`bah reached the point where the Black Stone was to be placed in its designated site. A dispute erupted between the various tribes of Quraysh, each seeking the honor of placing the Black Stone for their own tribe. The dispute almost led to violence between the leaders of Quraysh in the area of the Sacred House. Banu `Abd Ad-Dar and Banu `Adi bin Ka`b bin Lu'ay, gave their mutual pledge to fight until death. However, five or four days later, Abu Umayyah bin Al-Mughirah bin `Abdullah bin `Amr bin Makhzum, the oldest man from Quraysh then intervened at the right moment. Abu Umayyah suggested that Quraysh should appoint the first man to enter the House from its entrance to be a mediator between them. They agreed. The Messenger - Muhammad ﷺ - was the first person to enter the House. When the various leaders of Quraysh realized who the first one was, they all proclaimed, `This is Al-Amin (the Honest one). We all accept him; This is Muhammad.' When the Prophet reached the area where the leaders were gathering and they informed him about their dispute, he asked them to bring a garment and place it on the ground. He placed the Black Stone on it. He then requested that each of the leaders of Quraysh hold the garment from one side and all participate in lifting the Black Stone, moving it to its designated area. Next, the Prophet carried the Black Stone by himself and placed it in its designated position and built around it. The Quraysh used to call the Messenger of Allah ﷺ `Al-Amin' even before the revelation came to him." Ibn Az-Zubayr rebuilds Al-Ka`bah the way the Prophet wished Ibn Ishaq said, "During the time of the Prophet , the Ka`bah was eighteen cubits high and was covered with Egyptian linen, and they with a striped garment. Al-Hajjaj bin Yusuf was the first person to cover it with silk." The Ka`bah remained the same way the Quraysh rebuilt it, until it was burned during the reign of `Abdullah bin Az-Zubayr, after the year 6o H, at the end of the reign of Yazل0d bin Mu`awiyah. During that time, Ibn Az-Zubayr was besieged at Makkah. When it was burned, Ibn Az-Zubayr brought the Ka`bah down and built it upon the foundations of Ibrahim, including the Hijr in it. He also made an eastern door and a western door in the Ka`bah and placed them on ground level. He had heard his aunt `A'ishah, the Mother of the believers, narrate that the Messenger of Allah ﷺ had wished that. The Ka`bah remained like this throughout his reign, until Al-Hajjaj killed Ibn Az-Zubayr and then rebuilt it the way it was before, by the order of `Abdul-Malik bin Marwan. Muslim recorded that `Ata' said, "The House was burnt during the reign of Yazid bin Mu`awiyah, when the people of Ash-Sham raided Makkah. Ibn Az-Zubayr did not touch the House until the people came for Hajj, for he wanted to incite them against the people of Ash-Sham. He said to them, `O people! Advise me regarding the Ka`bah, should we bring it down and rebuild it, or just repair the damage it sustained' Ibn `Abbas said, `I have an opinion about this. You should rebuild the House the way it was when the people became Muslims. You should leave the stones that existed when the people became Muslims and when the Prophet was sent. ' Ibn Az-Zubayr said, `If the house of one of them gets burned, he will not be satisfied, until he rebuilds it. How about Allah's House I will invoke my Lord for three days and will then implement what I decide.' When the three days had passed, he decided to bring the Ka`bah down. The people hesitated to bring it down, fearing that the first person to climb on the House would be struck down. A man went on top of the House and threw some stones down, and when the people saw that no harm touched him, they started doing the same. They brought the House down to ground level. Ibn Az-Zubayr surrounded the site with curtains hanging from pillars, so that the House would be covered, until the building was erect. Ibn Az-Zubayr then said, `I heard `A'ishah say that the Messenger of Allah ﷺ said, «لَوْلَا أَنَّ النَّاسَ حَدِيثٌ عَهْدُهُمْ بِكُفْرٍ، وَلَيْسَ عِنْدِي مِنَ النَّفَقَةِ مَا يُقَوِّينِي عَلى بِنَائِهِ لَكُنْتُ أَدْخَلْتُ فِيهِ مِنَ الْحِجْرِ خَمْسَةَ أَذْرُعٍ، وَلَجَعَلْتُ لَهُ بَابًا يَدْخُلُ النَّاسُ مِنْهُ وَبَابًا يَخْرُجُونَ مِنْه» (If it was not for the fact that the people have recently abandoned disbelief, and that I do not have enough money to spend on it, I would have included in the House five cubits from Al-Hijr and would have made a door for it that people could enter from, and another door that they could exit from.) Ibn Az-Zubayr said, `I can spend on this job, and I do not fear the people.' So he added five cubits from the Hijr, which looked like a rear part for the House that people could clearly see. He then built the House and made it eighteen cubits high. He thought that the House was still short and added ten cubits in the front and built two doors in it, one as an entrance and another as an exit. When Ibn Az-Zubayr was killed, Al-Hajjaj wrote to `Abdul-Malik bin Marwan asking him about the House and told him that Ibn Az-Zubayr made a rear section for the House. `Abdul-Malik wrote back, `We do not agree with Ibn Az-Zubayr's actions. As, for the Ka`bah's height, leave it as it is. As for what he added from the Hijr, bring it down, and build the House as it was before and close the door.' Therefore, Al-Hajjaj brought down the House and rebuilt it as it was." In his Sunan, An-Nasa'i collected the Hadith of the Prophet narrated from `A'ishah, not the whole story, The correct Sunnah conformed to Ibn Az-Zubayr's actions, because this was what the Prophet wished he could do, but feared that the hearts of the people who recently became Muslim could not bear rebuilding the House. This Sunnah was not clear to `Abdul-Malik bin Marwan. Hence, when `Abdul-Malik realized that `A'ishah had narrated the Hadith of the Messenger of Allah ﷺ on this subject, he said, "I wish we had left it as Ibn Az-Zubayr had made it." Muslim recorded that `Ubadydullah bin `Ubayd said that Al-Harith bin `Abdullah came to `Abdul-Malik bin Marwan during his reign. `Abdul-Malik said, `I did not think that Abu Khubayb (Ibn Az-Zubayr) heard from `A'ishah what he said he heard from her.' Al-Harith said, `Yes he did. I heard the Hadith from her.' `Abdul-Malik said, `You heard her say what' He said, `She said that the Messenger of Allah ﷺ said, «إِنَّ قَوْمَكِ اسْتَقْصَرُوا مِنْ بُنْيَانِ الْبَيْتِ وَلَوْلَا حَدَاثَةُ عَهْدِهِمْ بِالشِّرْكِ أَعَدْتُ مَا تَرَكُوا مِنْهُ، فَإِنْ بَدَا لِقَوْمِكِ مِنْ بَعْدِي أَنْ يَبْنُوهُ فَهَلُمِّي لِأُرِيَكِ مَا تَرَكُوهُ مِنْه» (Your people rebuilt the House smaller. Had it not been for the fact that your people are not far from the time of Shirk, I would add what was left outside of it. If your people afterwards think about rebuilding it, let me show you what they left out of it.) He showed her around seven cubits.' One of the narrators of the Hadith, Al-Walid bin `Ata', added that the Prophet said, «وَلَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ مَوْضُوعَيْنِ فِي الْأَرْضِ: شَرْقِيًّا وَغَرْبِيًّا، وَهَلْ تَدرِينَ لِمَ كَانَ قَومُكِ رَفَعُوا بَابَهَا؟» قَالَتْ: قُلْتُ: لَا. قَالَ: «تَعَزُّزًا أَنْ لَا يَدْخُلَهَا إِلَّا مَنْ أَرَادُوا، فَكَانَ الرَّجُلُ إِذَا هُوَ أَرَادَ أَنْ يَدْخُلَهَا يَدَعُونَهُ يَرْتَقِي حَتَّى إِذَا كَادَ أَنْ يَدْخُلَ دَفَعُوهُ فَسَقَط» (I would have made two doors for the House on ground level, one eastern and one western. Do you know why your people raised its door above ground level) She said, `No.' He said, (To allow only those whom they wanted to enter it. When a man whom they did not wish to enter the House climbed to the level of the door, they would push him down) `Abdul-Malik then said, `You heard `A'ishah say this Hadith' He said, `Yes.' `Abdul-Malik said, `I wish I left it as it was." An Ethiopian will destroy the Ka`bah just before the Last Hour The Two Sahihs recorded that Abu Hurayrah said that the Messenger of Allah ﷺ said, «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَة» (The Ka`bah will be destroyed by Dhus-Sawiqatayn (literally, a person with two lean legs) from Ethiopia.) Also, Ibn `Abbas said that the Prophet said, «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا» (As if I see him now: a black person with thin legs plucking the stones of the Ka`bah one after another.) Al-Bukhari recorded this Hadith. Imam Ahmad bin Hanbal recorded in his Musnad that `Abdullah bin `Amr bin Al-`As said that he heard the Messenger of Allah ﷺ say, «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ وَيَسْلُبُهَا حِلْيَتَهَا وَيُجَرِّدُهَا مِنْ كِسْوَتِهَا، وَلَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ أُصَيْلِعَ وَ أُفَيْدِعَ يَضْرِبُ عَلَيْهَا بِمِسْحَاتِهِ وَمِعْوَلِه» (Dhus-Sawiqatayn from Ethiopia will destroy the Ka`bah and will loot its adornments and cover. It is as if I see him now: bald, with thin legs striking the Ka`bah with his ax.) This will occur after the appearance of Gog and Magog people. Al-Bukhari recorded that Abu Sa`id Al-Khudri said that the Messenger of Allah ﷺ said, «لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوج» (There will be Hajj and `Umrah to the House after the appearance of Gog and Magog people.) Al-Khalil's Supplication Allah said that Ibrahim and Isma`il supplicated to Him, رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (Our Lord! And make us submissive unto You and of our offspring a nation submissive unto You, and show us our Manasik, and accept our repentance. Truly, You are the One Who accepts repentance, the Most Merciful.) Ibn Jarir said, "They meant by their supplication, `Make us submit to Your command and obedience and not associate anyone with You in obedience or worship."Also, `Ikrimah commented on the Ayah, رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ (Our Lord! And make us submissive unto You) "Allah said, `I shall do that."' وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ (And of our offspring a nation submissive unto You) Allah said, `I shall do that.'" This supplication by Ibrahim and Isma`il is similar to what Allah informed us of about His believing servants, وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَجِنَا وَذُرِّيَّـتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (And those who say: `Our Lord! Bestow on us from our wives and our offspring the comfort of our eyes, and make us leaders of the Muttaqin) (25:74). This type of supplication is allowed, because loving to have offspring who worship Allah alone without partners is a sign of complete love of Allah. This is why when Allah said to Ibrahim, إِنِّى جَـعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا (Verily, I am going to make you an Imam (a leader) for mankind (to follow you)) Ibrahim said, وَمِن ذُرِّيَّتِى قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّـلِمِينَ ("And of my offspring (to make leaders)." (Allah) said, "My covenant (prophethood) includes not the Zalimin (polytheists and wrongdoers)") which is explained by, وَاجْنُبْنِى وَبَنِىَّ أَن نَّعْبُدَ الاٌّصْنَامَ (And keep me and my sons away from worshipping idols) Muslim narrated in his Sahih that Abu Hurayrah said that the Messenger of Allah ﷺ said, «إِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَه» (When the son of Adam dies, his deeds end except for three deeds: an ongoing charity, a knowledge that is being benefited from and a righteous son who supplicates (to Allah) for him.) The Meaning of Manasik Sa`id bin Mansur said that `Attab bin Bashir informed us from Khasif, from Mujahid who said, "The Prophet Ibrahim supplicated, وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا (and show us our Manasik) Jibril then came down, took him to the House and said, `Raise its foundations.' Ibrahim raised the House's foundations and completed the building. Jibril held Ibrahim's hand, led him to As-Safa and said, `This is among the rituals of Allah.' He then took him to Al-Marwah and said, `And this is among the rituals of Allah.' He then took him to Mina until when they reached the `Aqabah, they found Iblis standing next to a tree. Jibril said, `Say Takbir (Allah is the Great) and throw (pebbles) at him.' Ibrahim said the Takbir and threw (pebbles at) Iblis. Iblis moved to the middle Jamrah, and when Jibril and Ibrahim passed by him, Jibril said to Ibrahim, `Say Takbir and throw at him.' Ibrahim threw at him and said Takbir. The devious Iblis sought to add some evil acts to the rituals of Hajj, but he was unable to succeed. Jibril took Ibrahim's hand and led him to Al-Mash`ar Al-Haram and `Arafat and said to him, `Have you `Arafta (known, learned) what I showed you' thrice. Ibrahim said, `Yes I did."' Similar statements were reported from Abu Mijlaz and Qatadah. a

Tafsir Ibn Kathir

Salafi Approved
Hafiz Ibn KathirUrdu

سناٹے کی آغوش میں زندگی اب جہاں پر بیت اللہ بنا ہوا ہے یہاں ایک ٹیلہ تھا اور سنسان بیابان تھا کوئی اپنے سہنے والا وہاں نہ تھا یہاں پہنچ کر ماں بیٹے کو بٹھا کر پاس تھوڑی سی کھجوریں اور مشکیزہ پانی کا رکھ کر آپ چلے گئے جب خلیل اللہ نے پیٹھ موڑی اور جانے لگے تو مائی حاجرہ نے آواز دی اے خلیل اللہ ہمیں اس دہشت و وحشت والے بیابان میں یکہ و تنہا چھوڑ کر جہاں ہمارا کوئی مونس و ہمدم نہیں آپ کہاں تشریف لے جا رہے ہیں ؟ لیکن حضرت ابراہیم نے کوئی جواب نہ دیا بلکہ اس طرف توجہ تک نہ کی، منہ موڑ کر بھی نہ دیکھا حضرت ہاجرہ کے بار بار کہنے پر بھی آپ نے التفات نہ فرمایا تو آپ فرمانے لگیں اللہ کے خلیل آپ ہمیں کسے سونپ چلے ؟ آپ نے کہا اللہ تعالیٰ کو کہا اے خلیل اللہ کیا اللہ تعالیٰ کا آپ کو یہ حکم ہے ؟ آپ نے فرمایا ہاں مجھے اللہ کا یہی حکم ہے یہ سن کر ام اسماعیل کو تسکین ہوگئی اور فرمانے لگیں پھر تشریف لے جائیے وہ اللہ جل شانہ ہمیں ہرگز ضائع نہ کرے گا اسی کا بھروسہ اور اسی کا سہارا ہے۔ حضرت ہاجرہ لوٹ گئیں اور اپنے کلیجہ کی ٹھنڈک اپنی آنکھوں کے نور ابن نبی اللہ کو گود میں لے کر اس سنسان بیابان میں اس ہو کے عالم میں لاچار اور مجبور ہو کر بیٹھ رہیں۔ حضرت ابراہیم جب ثنیہ کے پاس پہنچے اور یہ معلوم کرلیا کہ اب حضرت ہاجرہ پیچھے نہیں اور وہاں سے یہاں تک ان کی نگاہ کام بھی نہیں کرسکتی تو بیت اللہ شریف کی طرف متوجہ ہو کر ہاتھ اٹھا کر دعا کی اور کہا آیت (رَبَّنَآ اِنِّىْٓ اَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِيْ بِوَادٍ غَيْرِ ذِيْ زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ) 14۔ ابراہیم :37) الہ العالمین میں نے اپنے بال بچوں کو ایک غیر آباد جنگل میں تیرے برگزیدہ گھر کے پاس چھوڑا ہے تاکہ وہ نماز قائم کریں تو لوگوں کے دلوں کو ان کی طرف جھکا دے اور انہیں پھلوں کی روزیاں دے شاید وہ شکر گزاری کریں آپ نے یہ دعا کر کے حکم اللہ بجا لا کر اپنی اہل و عیال کو اللہ کے سپرد کر کے چلے گئے ادھر حضرت ہاجرہ صبر و شکر کے ساتھ بچے سے دل بہلانے لگیں جب تھوڑی سی کھجوریں اور ذرا سا پانی ختم ہوگیا اب اناج کا ایک دانہ پاس ہے نہ پانی کا گھونٹ خود بھی بھوکی پیاسی ہیں اور بچہ بھی بھوک پیاس سے بیتاب ہے یہاں تک کہ اس معصوم نبی زادے کا پھول سا چہرہ کمھلانے لگا اور وہ تڑپنے اور بلکنے لگا مامتا بھری ماں کبھی اپنی تنہائی اور بےکسی کا خیال کرتی ہے کبھی اپنے ننھے سے اکلوتے بچے کا یہ حال بغور دیکھتی ہے اور سہمی جاتی ہے معلوم ہے کہ کسی انسان کا گزر اس بھیانک جنگل میں نہیں، میلوں تک آبادی کا نام و نشان نہیں کھانا تو کہاں ؟ پانی کا ایک قطرہ بھی میسر نہیں آسکتا آخر اس ننھی سی جان کا یہ ابتر حال نہیں دیکھا جاتا تو اٹھ کر چلی جاتی ہیں اور صفا پہاڑ جو پاس ہی تھا اس پر چڑھ جاتی ہیں اور میدان کی طرف نظر دواڑاتی ہیں کہ کوئی آتا جاتا نظر آجائے لیکن نگاہیں مایوسی کے ساتھ چاروں طرف ڈالتی ہیں اور کسی کو بھی نہ دیکھ کر پھر وہاں سے اتر آتی ہیں اور اسی طرح درمیانی تھوڑا سا حصہ دوڑ کر باقی حصہ جلدی جلدی طے کر کے پھر صفا پر چڑھتی ہیں اسی طرح سات مرتبہ کرتی ہیں ہر بار آ کر بچہ کو دیکھ جاتی ہیں اس کی حالت ساعت بہ ساعت بگڑتی جا رہی ہے رسول اللہ ﷺ فرماتے ہیں صفا مروہ کی سعی جو حاجی کرتے ہیں اس کی ابتدا یہی سے ساتویں مرتبہ جب حضرت ہاجرہ مروہ پر آتی ہیں تو کچھ آواز کان میں پڑتی ہے آپ خاموش ہو کر احتیاط کے ساتھ اس کی طرف متوجہ ہوتی ہیں کہ یہ آواز کیسی ؟ آواز پھر آتی ہے اور اس مرتبہ صاف سنائی دیتی ہے تو آپ آواز کی طرف لپک کر آتی ہیں اور اب جہاں زمزم ہے وہاں حضرت جبرائیل کو پاتی ہیں حضرت جبرائیل پوچھتے ہیں تم کون ہو ؟ آپ جواب دیتی ہیں میں ہاجرہ ہوں میں حضرت ابراہیم کے لڑکے کی ماں ہوں فرشتہ پوچھتا ہے ابراہیم تمہیں اس سنسان بیابان میں کسے سونپ گئے ہیں ؟ آپ فرماتی ہیں اللہ کو فرمایا پھر تو وہ کافی ہے حضرت ہاجرہ نے فرمایا اے غیبی شخص آواز تو میں نے سن لی کیا کچھ میرا کام بھی نکلے گا ؟ حضرت جبرائیل ؑ نے اپنی ایڑی زمین رگڑی وہیں زمین سے ایک چشمہ پانی کا ابلنے لگا۔ حضرت ہاجرہ (علیہما السلام) نے ہاتھ سے اس پانی کو مشک میں بھرنا شروع کیا مشک بھر کر پھر اس خیال سے کہ پانی ادھر ادھر بہ کر نکل نہ جائے آس پاس باڑ باندھنی شروع کردی رسول اللہ ﷺ فرماتے ہیں اللہ ام اسماعیل پر رحم کرے اگر وہ اس طرح پانی کو نہ روکتیں تو زم زم کنویں کی مثل میں نہ ہوتا بلکہ وہ ایک جاری نہر کی صورت میں ہوتا اب حضرت ہاجرہ نے پانی پیا اور بچہ کو بھی پلایا اور دودھ پلانے لگیں فرشتے نے کہ دیا کہ تم بےفکر رہو اللہ تمہیں ضائع نہ کرے گا جہاں تم بیٹھی ہو یہاں اللہ کا ایک گھر اس بچے اور اس کے باپ کے ہاتھوں بنے گا حضرت ہاجرہ اب یہیں رہ پڑیں زمزم کا پانی پیتیں اور بچہ سے دل بہلاتیں بارش کے موسم میں پانی کے سیلاب چاروں طرف سے آتے لیکن یہ جگہ ذرا اونچی تھی ادھر ادھر سے پانی گزر جاتا ہے اور یہاں امن رہتا کچھ مدت کے بعد جرہم کا قبیلہ خدا کے راستہ کی طرف سے اتفاقاً گزرا اور مکہ شریف کے نیچے کے حصہ میں اترا ان کی نظریں ایک آبی پرند پر پڑیں تو آپس میں کہنے لگے یہ پرندہ تو پانی کا ہے اور یہاں پانی کبھی نہ تھا ہماری آمدو رفت یہاں سے کئی مرتبہ ہوئی یہ تو خشک جنگل اور چٹیل میدان ہے یہاں پانی کہاں ؟ چناچہ انہوں نے اپنے آدمی اصلیت معلوم کرنے کے لیے بھیجے انہوں نے واپس آ کر خبر دی کہ وہاں تو بہترین اور بہت سا پانی ہے اب وہ سب آئے اور حضرت ام اسمعٰیل سے عرض کرنے لگے کہ مائی صاحبہ اگر آپ اجازت دیں تو ہم بھی یہاں ٹھہر جائیں پانی کی جگہ ہے آپ نے فرمایا ہاں شوق سے رہو لیکن پانی پر قبضہ میرا ہی رہے گا۔ حضور ﷺ فرماتے ہیں ہاجرہ تو چاہتی تھیں کہ کوئی ہم جنس مل جائے چناچہ یہ قافلہ یہاں رہ پڑا حضرت اسماعیل بھی بڑے ہوگئے ان سب کو آپ سے بڑی محبت ہوگئی یہاں تک کہ آپ بالغ ہوئے تو انہی میں نکاح بھی کیا اور انہی سے عربی بھی سیکھی مائی ہاجرہ (علیہما السلام) کا انتقام یہیں ہوا جب حضرت ابراہیم ؑ کو اللہ کی طرف سے اجازت ملی تو آپ اپنے لخت جگر کی ملاقات کے لیے تشریف لائے بعض روایات میں ہے کہ آپ کا یہ آنا جانا براق پر ہوتا تھا ملک شام سے آتے تھے اور پھر واپس جاتے تھے یہاں آئے تو حضرت اسماعیل گھر پر نہ ملے اپنی بہو سے پوچھا کہ وہ کہاں ہیں ؟ تو جواب ملا کہ کھانے پینے کی تلاش میں یعنی شکار کو گئے ہیں آپ نے پوچھا تمہارا کیا حال ہے ؟ کیا برا حال ہے بڑی تنگی اور سختی ہے فرمایا اچھا تمہارے خاوند آویں تو انہیں سلام کہنا اور کہہ دینا کہ اپنے دروازے کی چوکھٹ بدل ڈالیں۔ حضرت ذبیح اللہ جب واپس آئے تو گویا آپ کو کچھ انس سا معلوم ہوا پوچھنے لگے کیا کوئی صاحب تشریف لائے تھے ؟ بیوی نے کہا ہاں ایسی ایسی شکل و شباہت کے ایک عمر رسیدہ بزرگ آئے تھے ؟ آپ کی نسبت پوچھا میں نے کہا وہ شکار کی تلاش میں باہر گئے ہیں پھر پوچھا کہ گزران کیسی چلتی ہے ؟ میں نے کہا بڑی سختی اور تنگی سے گزر اوقات ہوتی ہے پوچھا کچھ مجھ سے کہنے کو بھی فرما گئے ہیں ؟ بیوی نے کہا ہاں کہہ گئے کہ وہ جب وہ آئیں میرا سلام کہنا اور کہ دینا کہ اپنے دروازے کی چوکھٹ بدل ڈالیں آپ فرمانے لگے بیوی سنو یہ میرے والد صاحب تھے اور جو فرما گئے ہیں اس سے مطلب یہ ہے کہ (چونکہ تم نے ناشکری کی) میں تم کو الگ کر دوں جاؤ میں نے تمہیں طلاق دی انہیں طلاق دے کر آپ نے اسی قبیلہ میں اپنا دوسرا نکاح کرلیا ایک مدت کے بعد پھر حضرت ابراہیم باجازت الٰہی یہاں آئے اب کی مرتبہ بھی اتفاقاً حضرت ذبیح سے ملاقات نہ ہوئی بہو سے پوچھا تو جواب ملا کہ ہمارے لئے رزق کی تلاش میں شکار کو گئے ہیں آپ آئیے، تشریف رکھئے جو کچھ حاضر ہے تناول فرمائیے۔ آپ نے فرمایا یہ تو بتاؤ کہ گزر بسر کیسی ہوتی ہے ؟ کیا حال ہے ؟ جواب ملا الحمد للہ ہم خیریت سے ہیں اور بفضل رب کعبہ کشادگی اور راحت ہے اللہ کا بڑا شکر ہے حضرت ابراہیم نے کہا تمہاری خوراک کیا ہے ؟ کہا گوشت پوچھا تم پیتے کیا ہو ؟ جواب ملا پانی آپ نے دعا کی کہ پروردگار انہیں گوشت اور پانی میں برکت دے رسول اللہ ﷺ فرماتے ہیں اگر اناج ان کے پاس ہوتا اور یہ کہتیں تو حضرت خلیل ؑ ان کے لیے اناج کی برکت کی دعا بھی کرتے اب اس دعا کی برکت سے اہل مکہ صرف گوشت اور پانی پر گزر کرسکتے ہیں۔ اور لوگ نہیں کرسکتے آپ نے فرمایا اچھا میں تو جا رہا ہوں تم اپنے میاں کو میرا سلام کہنا اور کہنا کہ وہ اپنی چوکھٹ کو ثابت اور اباد رکھیں بعد ازاں حضرت اسماعیل آئے سارا واقعہ معلوم ہوا آپ نے فرمایا یہ میرے والد مکرم تھے مجھے حکم دے گئے ہیں کہ میں تمہیں الگ نہ کروں (تم شکر گزار ہو)

Additional Authentic Tafsir Resources

Access comprehensive classical Tafsir works recommended by scholars, available online for free

Tafsir Ibn Kathir

The greatest of tafseers - interprets Quran with Quran, Sunnah, Salaf statements, and Arabic

Complete EnglishMost Authentic

Tafsir As-Sa'di

Excellent tafsir by Shaykh Abdur-Rahman As-Sa'di - simple expressions with tremendous knowledge

Complete 10 VolumesSimple & Clear

Tafsir At-Tabari

Comprehensive and all-inclusive tafsir by Ibn Jarir At-Tabari - earliest major running commentary

Abridged EnglishComprehensive

Tafsir Al-Baghawi

Trustworthy classical tafsir - Ma'alim al-Tanzil by Al-Husayn ibn Mas'ud al-Baghawi

Partial EnglishClassical

Scholarly Recommendation: These four tafseers are highly recommended by scholars. Tafsir Ibn Kathir is considered the greatest for its methodology of interpreting Quran with Quran, then Sunnah, then Salaf statements, and finally Arabic language. Tafsir As-Sa'di is excellent for its clarity and simple expressions. All sources are authentic and freely accessible.

Hadith References

Access authentic hadith references and scholarly commentary linked to this verse from trusted Islamic sources

Opens interactive viewer with embedded content from multiple sources

Quick Links to External Sources:

💡 Tip: Click "View Hadith References" to see embedded content from multiple sources in one place. External links open in new tabs for direct access.

Additional Tafsir Resources (Altafsir.com)

Access 7+ classical tafsir commentaries and historical context from the Royal Aal al-Bayt Institute

Classical Tafsir Commentaries:

Links open in a new tab. Content provided by the Royal Aal al-Bayt Institute for Islamic Thought.